المعارضة التونسية التي رأت النّور بعد الثورة التونسية التي أدهشت العالم بأكمله كان من المفروض ان تكون هي الاخرى ثورية فتقف ضد الباطل وتنصر المظلوم خاصة الشعوب منها ولكن الاحداث أثبتت بما لا يدعو للشك أو الريبة بأن معارضتنا مساندة لكل مجرم أخطأفي حق شعبه.
فعندما قررت الترويكا في تونس طرد السفير السوري لما يتعرض له الشعب الشقيق السوري من جبروت حاكمها الذي قطع حنجرة فنان نقد بشارا في أغنية من أغانيه وهشّم بكل وحشية يد رسام كاريكاتوري بسبب صورة كاريكاتورية لبشار فماذا كان موقف المعارضة في بلادنا؟قامت الدنيا ولم تقعد على طرد السفير ووقفت بكل ما اوتيت من قوة لايقاف الطرد رغم ان بشارا لايزيد شيئا على ما فعله بن علي في الشعب التونسي
قامت الدنيا ولم تقعد عندماسلمت الحكومة المحمودي لاشقتنا في ليبياوفي هذا الموضوع بالذّات لااريد ان اتكلم على الوضع القانوني السليم للمسألةاولكن اريد ان اظهر موقف المعارضة الغريب الذي طالبوا فيه في مرحلة اولى عدم تسليم المحمودي مخافة من انتقام قبيلةهذا الاخير من التونسيين وفي مرحلةثانية تمتيعه باللجوء السياسي.
بالله عليكم انتم خائفون من انتقام قبيلة من التونسيين ولا تخافون على التونسيين منانتقام جهاز الدولة الليبيةفي صورة عدم التسليم؟كيف نعطي اللجوء السياسي لرجل أمر بالقتل وهتك الاعراض لافراد شعبه فهل هو فار من بلده بسبب ارائه فنعتبره من مساجين الرأي فنعطيه اللجوء السياسي؟كل هذا متناقض مع ما تدعو له الثورة.
والغريب لو تصرّف هذا التصرف التجموعيون لما استغربت ولا استعجبت لان التجموعيين اقصتهم الثورة فلا غراب في ذلك وقتئذمن تبني مثل هذا الموقف لكن ان تتبنى المعارضةالثورية ان صحّ التعبيرمثل هذه المواقف فهذا شيء فعلا غريب الاّاذاتحولت معارضتنا الى وكر تجمعي جديد او انها تعارض لمجرد المعارضة لكل موقف تتخذه الحكومةحتى ولو كان على حساب الثورة ومبادئها.