هناك خلط عند الكثيرين وحتى بين أبناء حركة النهضة حول طبيعة حركة النهضة، هل هي جماعة دعوية أم حزب سياسي، أم هي الاثنان معا؟
يعلم الجميع أن النهضة تطرح نفسها باعتبارها حزبا سياسيا، بمعنى أنها تعرف نفسها كذلك. وهو ما يعني التزامها بما يترتب عليه هذا التعريف.
وأول هذه الالتزامات هو أنها لا ترى نفسها ناطقة باسم الاسلام وإنما هي فهم معين للاسلام قد نتفق معه وقد نختلف. وانطلاقا من هذا الفهم تصوغ النهضة برنامجها السياسي، ومعلوم أن البرنامج السياسي مسألة اجتهادات بشرية قد تخطئ وقد تصيب، وإن كانت اجتهادات وتصورات تنبع من للاسلام بطبيعة الحال.
النهضة اذن حزب سياسي تحاول أن تقدم رؤية للواقع التونسي وبالتالي تصورا لحل مشاكله، وتسعى الى التفاعل مع مختلف الأطراف على الساحة، فمجرد اعتبارها حزبا سياسيا يعني قبولها ضرورة بحق الاختلاف واحترام الآخر حتى وإن كان هذا الآخر علمانيا او يساريا او قوميا، مسيحيا او يهوديا... الضابط الوحيد في ذلك هو الانتماء الى تونس وحبها.
أما الجماعة الدعوية فعملها أخلاقي لا سياسي، بمعنى أنه يتعلق بالدعوة الفردية ولا يهتم كثيرا بالشأن العام، كما أن الآخر ضمن هذا المنظور ليس شريكا بقدر ما هو تهديد، وفي أحسن الأحوال يكون مجالا للدعوة لتغيير موقعه من دائرة الآخر الى دائرة الأنا. وهو ما يخفي رغبة في الاقصاء وعدم قبول الآخر.
هذه أفكار بحاجة الى تفاعلكم لأنها مجرد رأي يحتاج الى إنضاج