لســــان العصــــر
{وَ مَن أحسَنُ دِيناً مِّمَّن أَسلَمَ وجهَهُ لله وهُو مُحسِنٌ
واتَّبَعَ مِلّةَ إِبرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتّخَذَ اللهُ إِبرَاهِيمَ خَلِيلاً}
سلسلة لسان العصر
في سبيل تكوين تجمع العصر لتعظيم سيد العصر
محمد بن عبد {الله}
عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
رسائل السلام
تقديم : يوسف هاشم محمد نجم
تـنويه
ورد على غلاف هذا الكتاب بأنه تقديم:-يوسف هاشم محمد نجم.نرجو التنويه بأن كلمة تقديم وردت بدلاً عن كلمة: ( تأليف ) أو (المؤلف ).ولقد قصدنا بإيراد كلمة ( تقديم ) بدلاً عن كلمة (تأليف ) أن نؤكد أن المؤلف الحقيقي هو { الله } وما نحن إلاّ أداة تقديم لإلهامات وردت على الخاطر من لدن العالم المعلّم الأول و الآخر :
{الله}
خالق كل شيء وهو الواحد القهّار.
ماذا نعني بتجمع العصر:
الاسم:
تجمع العصــــر لتعظيم سيد العصر
سيد العصر هو صاحب المقام المحمود عليه أعظم الصلاة وأتم السلام، هو الذي سيأتي ليملأ الأرض عدلاً، سلاماً وأمناً على ميزان المحبة والرحمة.و ليس للمقام المحمود من صاحب غير سيدنا وحبيبنا وغرّة أعيننا محمد بن عبد {الله}عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.و معنى تعظيمه هو أن نعمل على تمهيد طريق قدومه المنتظر.
ولقد طلب منا عليه أفضل الصلاة وأتم ألتسليم أن ندعو له عند وفي كل وقتٍ رُفع فيه النداء بالطلب لفتح أبواب السماء لتحقيق الصلة بالرب أن نقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاةالقائمة آتي محمداً الوسيلة والفضيلة وأبعثه مقاماً محموداً الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد.
والوعد كان قد جاء هكذا :
{ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربّك مقاماً محمودا }
[79 الإسراء]
المرشد:
هو محمد بن عبد {الله}
النبي الأميّ المبعوث رحمة للعالمين كافة. عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
الأعضاء:
هم كافة العالمين من إنس وجن . الطفل والطفلة، الصبي والصبية، الشاب والشابة، الذكر والأنثى.المسلم، المسيحي،اليهودي، البوذي الهندوسي الزرادشتي، الكنفوسيوشي، الماركسي وجميع من هم بخلاف ذلك من أمة {الله} الذين وسعتهم رحمة الرحمن.
المقر:
في كل بقعة مباركة من أرض {الله} الواسعة
و في قلب كل عبد من عبيد {الله} يسكنه الرب.
المركز الرئيسي:
ُيشيّد أعظم مبنى بعد الكعبة المكرّمة والمسجد النبوي المشرّف والمسجد الأقصى المبارك على وجه الأرض في البقعة المباركة حيث التقى موسى العقل بالخضر القلب في مقرن النيلين في الخرطوم ليكون مركز الانطلاق لتعظيم النبي محمد بن عبد {الله} والدعوة لتطبيق منهاج السنة النبوية المشرفة.ثم بعد ذلك لاحقاً ليكون مقراً للحكومة العالمية، وبناء على ذلك يجهز هذا المبنى بحيث يلبي أغراض ذلك بصورة شاملة.هذا البنيان يجب أن يشمل استوديوهات للبث التلفزيوني والإذاعي والاتصالات وقاعة مؤتمرات عالمية كبرى بالإضافة إلى المرافق الضرورية لخدمة العاملين.
الدستور:
هو قول النبي محمد بن عبد {الله}عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم:
( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
(راجع كتابنا: دستور الإنسان المعاصر)
وعليه فإن هذا التجمع ليس بحزب سياسي ولا بطائفة دينية، ولا برابطة إقليمية.
شعار هذا التجمع:
قول {الله} تبارك وتعالى وقوله الحق المبين :
{ لا إكراه في الدّين قد تّبيّن الرّشد من الغيّ
فمن يكفر بالطّاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك
بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم }
[256 البقرة]
آلية الدعوة:
قول {الله} تبارك وتعالى:-
{أدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة
و جادلهم بالتي هي أحسن
إن ربك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين}
[125 النحل]
{اللهُ}
جلّ جلاله وتباركت أسماؤه
{إنّ الّذين قالوا ربّنا الله
ثمّ استقاموا
فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}
[13 الأحقاف]
{إنّ الّذين قالوا ربّنا الله
ثمّ استقاموا
تتنزّل عليهم الملائكة
ألاّ تخافوا ولا تحزنوا و أبشروا بالجنّة الّتي كنتم تُوعدون}
[30فُصّلت]
إهداء هذا الكتاب
{ بسم الله الرحمن الرحيم }
{إن أصحاب الجنّة اليوم في شُغُلٍ فاكهون*
هم وأزواجهم في ظُللٍ على الأرائك متكئون*
لهم فيها فاكهة ولهم ما يدّعون*
سلامٌ قولاً من ربٍّ رحيم*
[58 يس]
نهدي هذا الكتاب إلى جميع البشر أبناء أبينا آدم عليه السلام . ونحن وقد وصلنا أخيراً إلى نهايات دورة الحياة البشرية التي استمرت حقباً من الزمان ليست قصيرة ، قد بلغ منّا تعب الترحال عبر القرون أيما مبلغ ، كلّت رواحلنا وانبهمت علينا السبل فطفقنا نلفُّ وندور في شِعب متاهة الحيرة . ننطلق من حيث وقفنا نقطع الأيام والليالي نجتهد في السير حتى إذ ظننا أن قد وصلنا إلى الميس في نهاية الطريق نُفاجأ بأننا قد بلغنا مكان انطلاقنا الأول واكتشفنا بأننا كنا وعلى مدى الأيام والليالي الطوال ، ندور في حلقة مفرقة .
ولعل أن هذا الكتاب يكون بمثابة التبشير للإنسانية جمعاء بأن الإنسان ابن السلام عليه أبينا آدم هو الآن يمتخض داخل رحم البشرية .ولعل أن علامات هذا المخاض هو هذا الألم وهذا العنت وكل هذا العذاب الواقع علينا من الظواهر الطبيعية : أعاصير مدمرة تتسبب في حرائق جهنمية لا تبقي ولا تذر، زلازل بدرجات قصوى من مقياس رختر ، براكين تنفث الهول والخوف تقض مضاجع البشر وسونامي دمّر الأخضر واليابس وأباد كثيراً من البشر.
ومن الظواهر الاجتماعية التي يتسبب فيها البشر بأنفسهم لأنفسهم : حروب تؤججها أبالسة الطمع والجشع والغيرة والحسد وعلى رأسهم الجهل المتطرف أسالت دماء أبرياء طاهرة فوق قارعة الطريق.
هتكت الأعراض وأشاعت الخوف والفزع في قلوب الصغار والكبار ومن ثم فُقدت الثقة بين الناس، حتى أن أقرب الأقربين إليك يشك ولا يثق في نواياك مهما كانت دلائلها تنضح بالخير والمودة و المرحمة.
الـرســـائل
{ 1 } إلى عبد {الله} / أسامة بن لادن.
السلام عليكم ورحمة {الله} وبركاته.
قال ربّي وربّكم {الله} تبارك وتعالى:
{ ألا إنّ لله ما في السّماوات والأرض
ألا إنّ وعد الله حقّ
ولكنّ أكثرهم لا يعلمون *
هو يحي ويميت وإليه ترجعون *
يا أيّها النّاس قد جاءتكم مّوعظة مّن رّبّكم
وشفاء لما في الصّدور
وهدى ورحمة للمؤمنين *
قل بفضل الله وبرحمته
فبذلك فليفرحوا هو خير مّمّا يجمعون }
[58 يونس]
صدق الله العظيم
وقال ربّي وربّكم {الله} تبارك وتعالى العزيز الجبّار:
{ من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل
أنّه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض
فكأنّما قتل النّاس جميعاً
ومن أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعاً
ولقد جآءتهم رسلنا بالبيّنات
ثمّ إنّ كثيراً مّنهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون }
[32 المائدة]
صدق الله العظيم
وقال ربّي وربّكم {الله} سبحانه تقدست أسماؤه الرءوف الرحيم مالك الملك ذو الجلال والإكرام:
{ وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرّسول
قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا
أو لو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون *
يا أيّها الّذين آمنوا عليكم أنفسكم
لا يضرّكم مّن ضلّ إذا اهتديتم
إلى الله مرجعكم جميعا
فينبّئكم بما كنتم تعملون }
[105 المائدة]
صدق الله العظيم.
وقال ربّي وربّكم {الله} العالم المريد القادر بديع السّماوات والأرض الحي القيوم الّذي لا تأخذه سنة ولا نوم:
{ لا إكراه في الدين
قد تبيّن الرّشد من الغيّ
فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله
فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها
والله سميع عليم }
[256البقرة]
صدق الله العظيم.
وقال ربّي وربّكم {الله} الّذي شهد أنه لا إله إلا هو الملك القدوس السّلام المؤمن المهيمن:
{ ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة
و جادلهم بالّتي هي أحسن
إنّ ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله
وهو أعلم بالمهتدين }
[125 النحل]
صدق الله العظيم.
وقال ربّي وربّكم {الله} الرحمن الرحيم السّميع العليم تبارك وتعالى ذو الجلال والإكرام:
{ واتّبعوا أحسن ما أنزل إليكم مّن رّبّكم
من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون }
[ 55 الزّمر]
صدق الله العظيم .
أما بعد
فإني أحمد {الله} حمداً كثيراّ طيّبا مبارك فيه بإذنه جلّ وعلا. وأفضل الصّلاة وأتمّ التسليم من {الله} العزيز الحكيم على نبيّنا سيدنا وحبيبنا وغرّة أعيننا وشفيعنا يوم لا ينفع مال ولا بنون، محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم.
و أدع {الله} السميع المجيب العليم لي ولكم ولسائر بني الإنسان أن يهدينا إلى سبل الرشاد وأن يكرمنا بكرمه فينصرنا بنصره ويفتح علينا من فتحه المبين فيدخلنا في دينه أفواجا.
سُبّوح قدوس ربّ الملائكة والرّوح
سُبّوح قدوس ربّ الملائكة والرّوح سُبّوح قدوس ربّ الملائكة والروح .
أبعث بكتابي هذا إليك وإلى من معك عسى أن يكون ذكرى للمؤمنين بإذنه سبحانه وتعالى.
{ يا أيّها الّذين آمنوا
آمنوا بالله ورسوله
والكتاب الّذي نزّل على رسوله
والكتاب الّذي أنزل من قبل
ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر
فقد ضلّ ضلالا بعيدا }
[136 النساء]
ألا فأعلم ، هداني {الله} وإياكم بأن ما أنت عليه وكافة المؤمنين إنما هو:
{ الكتاب الذي أُنزل من قبل }
وهو ما قامت عليه شريعة أمّة المؤمنين. وأذكركم بقول النبي عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم: بعد أن غادر ذلك الرجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر مجلسه الشريف.
قال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم:
( هذا جبريل أتاكم يعلّمكم دينكم )
ولقد قام دين المؤمنين على أن يجاهدوا في سبيل {الله} بالسيف:
{ وأعدوا لهم مّا استطعتم مّن قوّة ومن رباط الخيل
ترهبون به عدوّ الله وعدوّكم }
[60 الأنفال]
ولقد كان ذلك ما يقتضيه حكم الوقت آنذاك . فكان السيف كمشرط الطبيب الجراح : عمد إلى مواطن الداء فاستأصلها . فأخرج الناس من ظلمات الجهل إلى نور{الله} الوضّاح . أخمد الفتن وجمع الناس على حوض العلم السلسبيل المباح . وأفلح في إحياء الناس على دين {الله} الحق الصراح. ولكي نؤكد ما ذهبنا إليه بشأن الجهاد الأصغر انظروا إلى هذا التدرج في الحكمة الحكيمة التي سيّرت الأمر من طرف الغلظة والعنف إلى مدارج التسامح والمحبة : بداية الأمر للقتال كانت هكذا :
{ أذن للّذين يُقاتلون بأنهم ظُلموا
وإنّ الله على نصرهم لقدير }
[39 الحج]
وما جاء الأذن الحكيم بالقتال إلاّ بعد أن ثبتت العقيدة في قلوب المؤمنين واستعد المكان فيهم لتحمل ويلات القتال في سبيل عقيدتهم.
{ يا أيّها النبيّ حرّض المؤمنين علي القتال
إن يكن مّنكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين
وإن يكن مّنكم مّائة يغلبوا ألفاً من الّذين كفروا
بأنّهم قوم لا يفقهون }
[65 الأنفال]
فهل لاحظ أحدكم هذه الحكمة الحكيمة ؟
عشرون يغلبوا مائتين.
ومائة يغلبوا ألفاً.
لماذا وكيف ؟
هؤلاء المائتين وأولئك الألف: هل كانوا ضعاف البأس في ميادين الوغى؟
لا و{الله} لم يكونوا ضعافا أو قليلي خبرة بفنون القتال ولم يكن ينقصهم السلاح البتّار وإنما كانوا :
{ بأنهم قوم لا يفقهون }
لقد أوضح لنا {الله} سبحانه وتعالى أن الضعف والخور وقلة الحيلة إنما سببها الجهل . انظر وتأمّل مرّة أخرى في هذا القول الصريح الواضح .
وهل غلب المؤمن الواحد عشرة بقوّة ساعده وبسيفه البتار ؟
لا و{الله} إنما كانت له الغلبة بما وقر في قلبه من إيمان ب{الله} وتصديق ومحبة لرسول {الله} عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم.
النصر نتيجة و السبب :
العلم والحكمة والإيمان.
{ فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتّموهم
وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كلّ مرصد
فإن تابوا وأقاموا الصّلاة وآتوا الزّكاة فخلوا سبيلهم
إنّ الله غفور رحيم }
[5 التوبة]
أو ليس هذا قول صريح بأنه لم يكن أمام الّذين ليسوا على دين {الله} خيار عن الإيمان غير الموت في هذه المرحلة؟
أما من كانوا علي دين {الله} من أهل الكتاب من النصارى واليهود فقد كان الشأن معهم :
إمّا أن يدخلوا الإسلام أو يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون.
{ قاتلوا الّذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرّمون ما حرّم الله ورسوله ولا يدينون دين الحقّ
من الّذين أُتوا الكتاب
حتّى يُعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون }
[29 التوبة]
ثمّ من بعد ذلك جاءت الحكمة الحكيمة لتدرّج الناس وتفهمهم بأن الجهاد الحق ليس بالقتل وإنما بالحياة , وأن الغرض منه ليس إبادة الناس وإنما إخراجهم من فتن الجهل إلي كرامة العلم وكرامة الحياة :
{ وقاتلوهم حتّى لا تكون فتنة
ويكون الدين لله
فإن انتهوا
فلا عدوان إلاّ على الظالمين }
[193 البقرة]
{ عسى الله أن يجعل بينكم وبين الّذين عاديتم مّنهم مّودّة
والله قدير والله غفور رّحيم *
لا ينهاكم الله عن الّذين لم يُقاتلوكم في الدّين
ولم يُخرجوكم مّن دياركم
أن تبرّوهم وتُقسطوا إليهم
إنّ الله يحب المقسطين }
[8 الممتحنة]
{ وقاتلوا في سبيل الله الّذين يقاتلونكم
ولا تعتدوا
إنّ الله لا يحب المعتدين }
[190 البقرة].
وهكذا يُدرّج {الله} سبحانه وتعالى أمة المؤمنين ويهيّئهم للانتقال من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر .
من الجهاد في سبيل {الله} إلى الجهاد في {الله}
من دعوتهم وحثّهم لينصروا {الله} إلى تفهيمهم بأن {الله} غالب أمره وأنه هو الواحد القهّار.
أما
{ الكتاب الّذي نزّل على رسوله }
فهو كتاب دين أمّة المسلمين.
وأولهم وعلى رأسهم محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم:
{ قل إنّني هداني ربّي إلى صراط مّستقيم
دينا قيما مّلة إبراهيم حنيفا
وما كان من المشركين *
قل إنّ صلاتي و نسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين *
لا شريك له
وبذلك أمرت وأنا أوّل المسلمين }
[163 الأنعام]
والجهاد في ووفق دين أمّة المسلمين هو جهاد في {الله}:
{ والّذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا
وإنّ الله لمع المحسنين }
[69 العنكبوت]
ألم يكن عليه أفضل الصّلاة وأتم التسليم يقول عقب الرجوع من الغزو:
( رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ألا وهو جهاد النفس )
ألم يكن يقول:
( إن أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك )
هل عرف أحدكم أو قرأ أو نُقل إليه أن النبيّ محمد ابن عبد {الله} عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم؛
أنه شهر سيفه و قتل أحدا من الناس بيديه الشريفتين ؟!
لا و{الله} لم يفعلها؛ ذلك لأنه صلى {الله} عليه وسلم هو أول المسلمين.
و المسلمون إنما يجاهدون في {الله}. وعلى قمة وسائل هذا الجهاد المحبّة.
وهل من سبيل إلى {الله} غير المحبة.
وهل الهداية للمجاهدين في {الله} إلا لهم.
آليّة الجهاد في { الله }
{ قل إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوني
يحببكم الله
ويغفر لكم ذنوبكم
والله غفور رحيم }
[31 آل عمران]
فعالية الجهاد في {الله}
هي الحكمة والموعظة الحسنة والدعوة بالّتي هي أحسن:
{ أدع إلي سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة
وجادلهم بالّتي هي أحسن
إنّ ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين }
[125 النحل]
شعار الجهاد في {الله} :
{ لا إكراه في الدين
قد تبيّن الرّشد من الغيّ
فمن يكفر بالطّاغوت ويؤمن بالله
فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها
والله سميع عليم }
[256 البقرة]
أو هل تعلم أنت أو يعلم أيّ واحد ممن تبعك علنا أو خفية أو أسرّها في نفسه ؛ هل تعلمون ماهية العروة الوثقى التي لا انفصام لها ؟
لا أتخيّل أنكم تعرفونها : فلو أنكم عرفتموها لبكيتم كثيرا وضحكتم قليلا.
إن ماهية العروة الوثقى التي لا انفصام لها هي : المحبــــــة.
فالمحبة المحبة المحبة.
فلولاها ما خلق {الله} تبارك وتعالى خلقا.
ولولاها ما وسعت رحمته كلّ شيء .
فاسمعوا وعوا لعلكم تعقلون .
وأعلم هداني {الله} وإياكم إن ما أنتم عليه من فشل وخذلان في تحقيق أهداف الجهاد الأصغر:
{ وقاتلوهم حتّى لا تكون فتنة
ويكون الدّين لله
فإن انتهوا فلا عدوان إلاّ على الظالمين }
[193 البقرة]
لهو آية من آيات {الله} الحكيم الخبير ينبئكم بأن حكم الوقت الحاضر سلاحه وقوته هو العلم، هو الحكمة ، هو الموعظة الحسنة التي تجيء بلسان الحال قبل أن تترجم بلسان المقال.
وهو أولاً وأخيراً : المحبة.
ألا فانظروا ما يحيق بالناس من عذاب مصداقاً لقول{الله} الحكيم الخبير:
{ و اتّبعوا أحسن ما أنزل إليكم مّن رّبّكم
من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون }
[55 الزمر]
ألا يا دعاة الجهاد بأسلحة الدمار : يتّمتم وقتلتم الأطفال الأبرياء. وقتلتم ورمّلتم النساء وزرعتم الخوف والهلع في قلوب الرجال. ألا فانظروا إلى الفتنة التي تسببتم بها جاءت كقطع الليل المظلم فألهبت العداوة والبغضاء بين الناس . وانظروا إلى أي حضيض انهارت إليه أمّتكم. وانظروا إلي ما أوصلتم إليه دين {الله} الإسلام بأن يوصف بأنه دين الإرهاب. وإلى ما تسببتم به من سبّ لنبيّكم الكريم على ملأ من العالمين.
ألا يا أيّها المؤمنون دعاة الجهاد في سبيل {الله} بأسلحة الدمار هل منكم من رجل رشيد يجيب على هذا السؤال :
ماذا تبغون من وراء كل هذا؟!
أن تقيموا دولة على أسس قامت عليها دولة الإيمان
قبل أربعة عشر قرناً من الزمان ؟!!
أن تحكموا بقتل كلّ من هو علي غير دينكم ؟!!
أن تفرضوا الجزية على كلّ أهل الكتاب ؟!!
ما لكم كيف تفكّرون !
أفلا تعقلون.
إن دعاة الإيمان قبل أربعة عشر قرنا من الزمان كان أمرهم: إن لم يكن أعداءهم يحبونهم فعلى أقل تقدير كانوا يحترمونهم. فأين أنتم من هذا في يومنا هذا!!
جميع أهل الأرض اليوم على باطل وأنتم على الحق المبين؟!!
مالكم كيف تفكّرون.
اطّلعتم على الغيب أم اتخذتم من عند{الله} عهدا؟؟!!
لقد كفّرتم وأهدرتم دم كلّ هذا الكم الهائل من عباد {الله} القائمين الركّع الساجدين المطّوفين الساعين والّذين تُقضى على أيديهم حوائج الناس الزائرين والّذين لولاهم ولولا خوفهم من {الله} وحبهم لرسوله الكريم لاختلّت موازين الأرض .
ألا فاستيقظ يا أخي يا أسامة وليستيقظ كل من دار معك في فلك هذه الفتنة السوداء وانتبهوا لهذه التهلكة التي وقعتم فيها وأوقعتمونا جميعا معكم هداني {الله} وإياكم.
واعلموا أيها الناس أن دين الإسلام ونبي الإسلام عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أولى بالمحبة من دين النصارى ورسول النصارى عليه السلام .
فإن كان قول عيس كلمة {الله} عليه السلام :
( من لطمك على خدك الأيسر فأدر له الآخر كذلك )
فقد جاء محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بقول {الله} تبارك وتعالى:
{ فمن عفا وأصلح فأجره على الله }
[40 الشّورى]
فأين أنتم من هذا التسامح وهذا الإصلاح .
وحين يقول دين النصارى:
( أحبوا أعداءكم ، باركوا لاعنيكم
وصلوا من أجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم )
تقولون أنتم في مساجدكم : اللهم فرّق جمعهم وشتت شملهم اللهم فاحصهم عددا وأهلكهم بددا واجعلهم غنيمة للمسلمين.
ما هذا يا دعاة دين السلام والمحبة !!!!
و{الله} إن دين الإسلام ونبيّ الإسلام عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم لبريء مما تقولون وما تفعلون.
لقد صدق رسول {الله} محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصّلاة وأتم التسليم حين قال:
( لتتّبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعا بذراع
حتى لو دخلوا جحر ضبّ خرب لدخلتموه )
قالوا : اليهود والنصارى ؟
قال عليه الصلاة والسلام:
( فمن )
أو ليس هذا هو الحال اليوم ؟!
أقول قولي هذا وأستغفر {الله} لي ولكم وللناس أجمعين.
وأرجو منه الهداية والسلام والأمن لي ولكم وللناس أجمعين.
ألا فأعلموا أيّها المتديّنون هداني {الله} وإياكم أن أمر {الله} آت وهو حتماً مقضيّا. وهو حين يأتي
يستحيل القول فعلا.
سوف يأتي مشرقاً بالأمن وجهاً ماحقاً بالحب غلا
سوف يأتي نور على نور وسوف يتحقق وعد {الله} الّذي لا يخلف وعده فتلتحق الأرض بأسباب السماء ليكون أمر {الله} كما في السماء كذلك على الأرض. فتشرق الأرض بنور ربها وسيكون الحال بإذن {الله} الرحمن الرحيم:
{ وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده
وأورثنا الأرض نتبوّأ من الجنّة حيث نشاء
فنعم أجر العاملين }
[74 الزمر].
وآخر دعوانا أن الحمد {لله} رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم علي نبيّ الهدي ورسول المحبة محمد بن عبد {الله} اللهم فصلي عليه وسلم وبارك بقدر عظمة ذاتك يا {الله} يا واحد يا أحد يا عظيم.
{ 2 } إلى عبد {الله} / جورج دبليو بوش
السلام عليكم ورحمة {الله} وبركاته
قال ربي وربّكم { الله السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار } في كتابه العظيم القرآن الذي أنزله على عبده محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم وختم به الرسالات السماوية إلى عباده على الأرض منذ آدم عليه السلام وإلى إبراهيم وموس وعيسى عليهم السلام؛ وذلك ليتحقق وعده لعباده وليتقدّس اسمه ولتكون مشيئته كما في السماء كذلك على الأرض وليكون الخبز كاف للناس أجمعين .
قال تبارك وتعالى:
{ قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم
ألاّ نعبد إلاّ الله ولا نشرك به شيئاً
ولا يتّخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله
فإن تولّوا فقولوا اشهدوا بأنّا مسلمون }
[64 آل عمران]
وقال رسول الهدى والمحبة محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم:
( خير ما جئت به أنا والنبيون من قبلي { لا إله إلاّ الله} )
وقال رسول {الله} وكلمته عيسى رسول المحبّة بن مريم العذراء عليهما السلام :
[ أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم
وصلّوا من أجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم ]
وقال عليه السلام:
[ من لطمك على خدّك الأيسر فأدر له الآخر كذلك ]
ألا فاعلم يا أخي أنه في يومنا هذا وبحكم الوقت الحاضر أن الحرب لا ولن تحقق السلام. وأن الحرية لا ولن تتحقق لشعوب الأرض إلاّ بالمزيد من الحرية.
لا بالقهر والاستبداد والاستعمار.
وأعلم أن الخلاص من الإرهاب لا ولن يكون بسلاح القتل والتدمير ذلك لأنه لم يعد فاعلا كما كان في العهود السابقة.
إنّ السلاح الفاعل اليوم وبحكم وقتنا الحاضر هو العلم والحكمة والموعظة الحسنة وهو المحبّة.
أم أنكم قد نسيتم ما قاله كلمة {الله} عيسى عليه السلام:
[ أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم
وصلوا من أجل الّذين يسيئون إليكم ويطردونكم]
ألا فقل لي بربّك : ما الفرق بينك وبين أسامة بن لادن ؟
لقد لطمك على خدّك فما كان منك إلاّ أن كلت له الصاع صاعين. ولعمري إن هذا لهو دليل الضعف وليس دليلا على القوة.
الإرهاب والعنف والتسلّط إنما هي صفات الضعفاء بميزان منطق العصر الحاضر. عصر العلم والمعرفة . عصر هذا السلطان الذي جعله {الله} بأيديكم ومكّنكم من أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض.
قل لي بربّك لماذا أنشأتم كل صروح العلم والمعرفة في شتى المجالات والتي يصعب حصرها وتعدادها ؟ كم عدد الجامعات وكم عدد معامل البحث العلمي ؟ وكم قمرا اصطناعيا أرسلتم إلى الفضاء بغرض البحث العلمي ؟ و كم عدد المستشفيات التي أقمتموها لعلاج بني الإنسان, وكم تم اختراعه من وسائل وأجهزة وآليات لغرض تسهيل حياة الإنسان؟ وما هو حجم ميزانية المعونات التي ترسلونها لإنقاذ حياة الإنسان في شتى بقاع الأرض؟ لعمري إنّ هذه هي القوة الحقيقية .
و أعجب لمن له كل هذا الخير لبني الإنسان يعمد لقتل الإنسان ! فكم روحا من أرواح بني الإنسان أزهقت من بني جلدتك ومن بني الإنسان في أرجاء الأرض!!!.
و{الله} إنه ليصعب تفسير هذا التناقض !
كم من أرواح بني الإنسان أزهقت في فيتنام وكم في أفغانستان وفي فلسطين وأخيرا في العراق ؟ هلا نظرت وتأملت في نتاج كل هذا! يا أخي ألا فانتبه فإن {الله} يكلمكم بلسان بليغ وبآيات واضحات بأن السلام لا يحل في الأرض إلاّ بالمحبة وبالسلام.
كم هم ضحايا الإرهاب في 11 سبتمبر من بني الإنسان؟
وكم أضفت أنت مزيدا عليهم من ضحايا بني الإنسان ؟
إن من تسبب في أحداث سبتمبر المشئوم لهو رجل جاهل مريض كان الأولى بكم أن تطلبوا له العلاج والمعرفة لا أن تركبوا معه على نفس المركب.
نسمع من المجتهدين والعلماء ورجالات الفكر والمعرفة تفسيرات متعددة لمعنى ودوافع الإرهاب. فتجار المخدرات إرهابيون والمافيا بشتى سلوكياتها إرهابيون . والجائعون المتشردون كذلك إرهابيون .
أتريدون الحق في ذلك ؟
فأعلموا أن الإرهاب ما اتخذ هذا الشكل الذي تبلور عليه أخيراً إلاّ بعد أحداث سبتمبر المشئوم. وما جاء الإرهاب إلاّ ممن يدّعون الإسلام . والإسلام ورسول الإسلام عليه أفضل الصّلاة وأتم التسليم بريء منهم.
إنهم يعتقدون عقيدة راسخة في قلوبهم بأنهم على المحجّة البيضاء تجمعهم العروة الوثقى لا انفصام لها . وهؤلاء مستعدون للتضحية بأموالهم وأرواحهم فداء عقيدتهم .
ومهما قتلت منهم فإنك لن تستطيع أن تستأصل جذورهم. وإن مات ابن لادن فسيظهر لك العشرات ممن هم على شاكلته .
لقد اتّبعت الطريق الخطأ في محاربتهم وسلكت دربا وعرا يقود في نهايته إلى هوّة الهلاك وإفناء المزيد من بني الإنسان.
لقد فات عليكم ، وللأسف الشديد ، أنت ومن معك ممن يعتبرون أنفسهم أذكى علماء بني الإنسان ، فات عليكم أن تعمدوا لمحاربة الإرهاب بنفس السلاح الذي يحارب به .
لقد اعتقدتم أن سلاح الإرهاب الذي حاربكم به هو تلك المتفجرات التي شحنها في السيارات المفخخة وفي تلك الطائرات التي تسببت في هذا التحول الحاد لمجريات حياة الإنسان .
لقد فاتت عليكم الحكمة البديهية البسيطة وهي : أنه لا يُفلّ الحديد إلاّ الحديد .
إن السلاح الذي يحارب به الإرهاب هو عقيدة خطأ
هو فهم متخلف لدين السلام الإسلام
هو إدراك قاصر لحقوق الإنسان
بكل هذه البساطة التي لا تحتاج لاجتهاد.ويستوي في ذلك بن لادن وبني إسرائيل.
ولكي يُستأصل الإرهاب من جذوره لا بد أن يُعمد إلى تصحيح العقيدة. ولا يمكن أن تصحح العقيدة بالمدفع. وإنما تصحح العقيدة بالعلم وبالمعرفة .
إن عقيدة أمة المؤمنين برسول {الله} محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم : اقرأ مرة أخرى ( أمّة المؤمنين ) ونؤكّد على ذلك؛ أمّة المؤمنين وليس أمّة المسلمين . ذلك لأن أمّة المسلمين لمّا تأت بعد .
عقيدة أمّة المؤمنين تقوم على آية من آيات {الله} جلّ شأنه وعظمت حكمته تبارك وتعالى، آية هي من الآيات الحسنة في القرآن العظيم .
اقرأ مرّة أخرى ( الآيات الحسنة ) وليس الآيات الأحسن :-
{The better } Not {The best }
هذه الآية الحسنة تقرأ :
{ وأعدوا لهم مّا استطعتم مّن قوّة
ومن رباط الخيل
تُرهبون به عدوّ الله وعدوّكم }
[ 60 الأنفال]
هذه الآية الكريمة قام عليها أمر الجهاد في سبيل {الله} والأمر موجهاً إلى الذين آمنوا في القرن السابع الميلادي. ولقد كان السيف والرمح ورباط الخيل هو السلاح الفعّال في ذلك العصر البعيد . ولقد تحقق به الانتصار وبه أُخرجت الإنسانية من الظلام إلى النور.
سل أيّ من أمة المؤمنين يقول لك أن القرآن العظيم صالح لكلّ زمان وكلّ مكان.
و{الله} إنّ ذلك لحق.
وحقيقة هذا الحق أن القرآن العظيم يخاطب الناس على قدر عقولهم بحكم العصر الذي هم فيه. فإن اختلف العصر واختلف إدراك العقول اختلف الخطاب. وصلاح القرآن العظيم لكل زمان وكل مكان هو أنه أعدّ خطابا يلائم كل عصر يستجد. ولو أن السيف والرمح ورباط الخيل هي القوة المراد إعدادها للجهاد في سبيل {الله} والصالحة لكل زمان وكل مكان لكان الحال في يومنا هذا تماما كما كان قبل أربعة عشر قرناً . ولو أن الجهاد في سبيل {الله} مكتوب أن يكون بأسلحة القتل وإزهاق الأرواح في كل زمان وفي كل مكان لأضيفت المدافع والطائرات الحربية والقنابل الذرية إلى رباط الخيل.
أم أنكم تقولون أن تلك كناية تشمل كل سلاح فتّاك يستجد مع الزمن ! فإن قلتم ذلك فقد جهلتم على {الله} جهلا عظيما.
وهل يحتاج {الله} تبارك وتعالى أن يكنّي ؟ وهو تبارك وتعالى:
{ ألا يعلم من خلق وهو اللّطيف الخبير }
[14 الملك]
إن الخطاب الّذي أعده {الله} تبارك وتعالى في القرآن العظيم في أمر الجهاد ليلائم عصرنا الحاضر هو:
{ ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة
و جادلهم بالّتي هي أحسن
إنّ ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين }
اقرأ مرّة أخرى ؛ قال: { جادلهم } وليس جالدهم .
والحق المبين هو أن هذه الآية الكريمة بما فيها من أمر صريح لا يحتمل التأويل هي الأحسن لعصرنا الحاضر من تلك. و نحن مأمورون أمراً صريحا لا لبس فيه بأن نتّبع أحسن الّذي أنزل من السماء.
قال {الله} تبارك وتعالى:
{ واتّبعوا أحسن ما أنزل إليكم مّن رّبّكم
من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون }
فافهم يا أخي ؛ لا بل يجب أن تفهم بأن دين {الله} الإسلام هو رسالة من {الله} إلى الأنام.
هو الخطاب الفصل إلى الإنسانية جمعاء.
أرسل إليها رسله الكرام لتخرجهم من ظلام الجهل إلى أنوار المعرفة والصلاح.
موسى وعيسى عليهم السلام ومحمد عليه أفضل الصلاة والسلام هم أبناء أم واحدة رضع جميعهم من ثدي واحد لبن التوحيد الواحد هو:
{ لا إله إلا الله }
ويحق لك أن تسألني : إذا فكيف السبيل إلى الخلاص؟ والجواب هو : من أجل ذلك تيسر لنا بفضل {الله} أن نوفق في تقديم ( سلسلة لسان العصر ) لنا و لك ولابن لادن وللإنسانية جمعاء .
هي لأمّة المؤمنين برسول {الله} محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم. تدعوهم ليزيدوا الإيمان وليدخلوا في دين {الله} الإسلام ليكونوا أمة المسلمين:
{ إنّ الدين عند الله الإسلام }
وهي لأمّة المؤمنين برسول {الله} وكلمته عيسى بن مريم عليه وعليها السلام.
وهي لأمّة المؤمنين برسول {الله} وكليمه موسى عليه السلام.
وهي لأتباع بوذا وزرادشت وكنفشيوس وماركس ولينين.
وهي لكلّ من كان بخلاف ذلك من عبدة الأوثان والطاغوت والشياطين.
وأعلم يا أخي أن فاقد الشيء لا يعطيه. وكما قال الرب سبحانه وتعالى لعيسى عليه السلام:
{ يا عيسى عظ نفسك فإن اتعظت فعظ الناس}
فإن واجب الداعي للسلام أن يشيع السلام في بيته أولا ثم يعمد إلى جاره الأول فالأول.
أنتم تدّعون بأنكم أهل الديمقراطية وفرتم حقوق الإنسان في الحرية. ولكن يجب أن تعلموا بأن هذا هو الباطل بعينه. ذلك لأن الحرية عملة ذات وجهين . ولن تتحقق العدالة الاجتماعية إلا بتطبيق وجهي عملة الحرية. وليس بالخبز وحده يحيا الإنسان.
إن النظام الاقتصادي الذي يقوم على الرأسمالية لهو أخطر على بني الإنسان من الإرهاب. الإرهاب يقتل الناس قتلا سريعا فيريحهم وأما الرأسمالية فتقتل الناس قتلا بطيئا. تستعبدهم وتزلهم وتجوّعهم .
فلكي ينال الإنسان حقوقه كاملة غير منقوصة يجب أن يكون حرّا كامل الحرية. ووجه عملة الحرية الآخر هو الحريّة الاقتصادية . ولن تتحقق الحرية الاقتصادية للإنسان إلا بالمشاركة في خيرات الأرض. فالأرض أرض {الله} والخير خير {الله} والخلق كلهم جميعا عيال {الله}.
وما نحن في هذه الحياة إلاّ مسافرون ولابد مرتحلون عنها عاجلا أم آجلا. فليس منّا من هو خالد علي أديم هذه الأرض.
ولن تكون ب{الله} المسرّة وعلى الأرض السلام ما لم تتحقق للناس كلهم جميعا العدالة الاجتماعية التي بتحقيقها يصبح الإنسان حرّا كامل الحرية.
فانظر يا أخي إلى حال أبنائك في بيتك هل هم كلهم جميعهم أحراراً ؟
فإن أردت أن تكون رجل السلام الأول في هذا العالم الرحيب فاعمد أولا لتحقيق السلام بين أبنائك وأفراد أسرتك الذين هم تحت مسئوليتك ورعايتك. وأنت تملك هذا الاقتصاد القوي بل وأقوي اقتصاد في العالم لن تنال شرف لقب [ رجل السلام ] إلا بعد أن يخرج آخر أبنائك من أنفاق مجاري المياه فيسكن كما تسكن ، و إلا بعد أن تتحول موائده من براميل النفايات ليأكل كما تأكل ويشرب كما تشرب . و إلاّ بعد أن يحظى بنصيبه من التعليم والعلاج أسوة ببقية إخوانه أبناء جلدتك.
فإن فعلت ذلك فأنت القوي الأمين المؤتمن. وأنت رجل السلام الذي يتطلع إليه المشردون الجائعون المضطهدون المعذبون في الأرض. وإن فعلت ذلك فأنت ملح الأرض.
أقول قولي هذا واستغفر {الله} لي ولكم ولسائر الناس كلهم أجمعين.
وأدعوه تبارك وتعالى من فضله وكرمه أن يكون خبزنا كفافنا وأن تكون به مسرّتنا وأن يحقق لنا وعده:
{ المجد لله في الأعالي وبالله المسرّة وعلي الأرض السلام }
و ليكون كما هو السلام في السماء يكون كذلك السلام على الأرض. وآخر دعوانا أن الحمد {لله} رب العالمين .
وعلى محمد بن عبد {الله} نبيّ الهدى والمحبة أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم.
والسلام على عيس وموسى وجميع أنبياء ورسل {الله} الكرام.
والسلام عليكم ورحمة {الله} وبركاته.