الاسلام والعلمانية: تعايش ام تعارض؟

عدد المساهمات : 4 تاريخ التسجيل : 08/03/2011

يذهب تيار كبير في الفكر الاسلامي الى ان الاسلام نقيض للعلمانية، وبالتالي فلا مكان لأي حوار بينهما، ذلك ان العلمانية بدعة اخذها المسلمون عن الغرب إن لم تكن مؤامرة على الامة والاسلام. وهي بالتالي كفر وخروج على قواعد الاسلام.

ولكن هناك في المقابل تيار آخر ضمن الاسلاميين يحاول أن يتعامل مع المسألة لا بمنطق أبيض أو أسود، أي أن نأخذ بالاسلام أو بالعلمانية، وإنما بمنطق يسعى الى إيجاد نطاق اشتراك وبالتالي البحث عن تواصل ما بين الاسلام والعلمانية.

ويرى هذا التيار أن العلمانية علمانيات في الحقيقة وأن مستوياتها عديدة ومفهومها ملتبس يحتاج الى تمحيص وإعادة نظر.
إضافة الى أن العلمانية لها وجهها الفكري من جهة، ووجهها السياسي من جهة أخرى الذي يتجلى في آليات تسيير المجتمعات لضمان التداول السلمي على السلطة وإيجاد أرضية للتعايش عبر ضمان حق الاختلاف والاحترام المتبادل بين مختلف الأطراف سياسية كانت أم فكرية أم دينية...
ولعل أهم هذه الآليات هي الديمقراطية والانتخابات والإيمان باهمية الأحزاب السياسية والمنظمات ضمن ما بات يعرف بالمجتمع المدني. كل هذه المفاهيم على علاقة وثيقة بالعلمانية، بل هي من صميم العلمانية،
فهل نضحي بكل هذه الآليات في مجتمعنا الحديث بحجة رفض العلمانية؟؟
يمكن أن يكون القبول بهذا الجانب السياسي للعلمانية أرضية يجمع عليها أغلب العرب والمسلمين اليوم، وهو ما يعني أن امكانية التعايش بين العلمانية والاسلام ممكن،
أما اذا رفضنا العلمانية واعتبرناها كفرا فعلينا ان نعتبر الديمقراطية والمطالبة السلمية بحقوقنا وثوراتنا الشعبية والانتخابات... كل ذلك سيكون كفرا ضمن هذا المنظور.
ما رأيكم في ذلك؟
أنتظر مشاركاتكم للاثراء والنقاش

السلام عليكم
اعتبر ان العلمانية في وقتنا الحالي تهيمن على افكار الشعب التونسي ربما لا يعلمون ان افكارهم اصبحت علمانية لكن في نهاية الامر هم كذلك و هذا منذ زمن بعيد في نفس الوقت تجد ان فطرتهم تقوم على منهج اسلامي و لا اعني بذلك منهج النهضة
فلكي تصل النهضة الي الناس يجب ان تتجه الي فطرة الشعب
ما اردت قوله انك تستطيع ان تجد الاسلامية و العلمانية في نفس الشخص هنا في تونس و هو في حد ذاته لا يعني ذلك انما العلمانية موضوعة اما الاسلام فطرة
وهنا تكمل مشكلة كبيرة اي اننا جمعنا بين التناقض الذي يمكن ان يسمي ضعف كما يمكن ان يسمى معاصرة الاسلام للغرب
ارفض شخصيا ان تلتقى العلمانية مع الاسلام لانها لن تضعف العلمانية بل ستضعف الاسلام لاننا حينها نقارن ما هو مموثوق برسول و رب بما هو موصول بأفكار ماركس و امثاله

Admin عدد المساهمات : 48 تاريخ التسجيل : 05/03/2011

تتحدث اخي عن العلمانية وكأنها دين او عقيدة، إما ان نقبل الاسلام او العلمانية. وكأن لا مجال للتعايش بينهما. او ان علينا ان نأخذ العلمانية جملة وتفصيلا او نتركها بشكل كامل.
العلمانية علمانيات في الحقيقة، وما يهمنا نحن العرب والمسلمين هو الآليات التي وفرتها العلمانية بعد تاريخ طويل من التجربة والخطأ. وأرى ان اخذنا بالديمقراطية وحقوق الانسان والمجتمع المدني.... وكلها مفاهيم علمانية ضروري اليوم، وربما استطعنا ان نتجاوز ذلك يوما ما ونقدم للعالم ما هو افضل.

ثم انت تتحدث وكأنك تخشى على الاسلام من العلمانية، الاسلام لا يجب ان يخاف من اي فكر آخر لأنه مؤمن بقدرته على الاقناع، وكل حوار ونقاش سيكون في مصلحة الاسلام لأن حجته اقوى، اما رفض كل الافكار الاخرى بحجة الخوف على الاسلام فقد يؤدي الى تقوقع غير محمود

ابن خلدون كتب:: تتحدث اخي عن العلمانية وكأنها دين او عقيدة، إما ان نقبل الاسلام او العلمانية. وكأن لا مجال للتعايش بينهما. او ان علينا ان نأخذ العلمانية جملة وتفصيلا او نتركها بشكل كامل.
العلمانية علمانيات في الحقيقة، وما يهمنا نحن العرب والمسلمين هو الآليات التي وفرتها العلمانية بعد تاريخ طويل من التجربة والخطأ. وأرى ان اخذنا بالديمقراطية وحقوق الانسان والمجتمع المدني.... وكلها مفاهيم علمانية ضروري اليوم، وربما استطعنا ان نتجاوز ذلك يوما ما ونقدم للعالم ما هو افضل.

ثم انت تتحدث وكأنك تخشى على الاسلام من العلمانية، الاسلام لا يجب ان يخاف من اي فكر آخر لأنه مؤمن بقدرته على الاقناع، وكل حوار ونقاش سيكون في مصلحة الاسلام لأن حجته اقوى، اما رفض كل الافكار الاخرى بحجة الخوف على الاسلام فقد يؤدي الى تقوقع غير محمود

ا خي و حبيبي كلامك صحيح لكن تمهل فمن حقنا ان نخاف على الاسلام هنا في تونس و في منتدى اخر طرحت موضوع " تونس تحتاج الي فتح جديد " طبع منذ عامين
الذي اردت ان اقوله الارضية هنا في تونس ليس لها طابع ديني اصلا و ان كان موجود فهو اما متشدد او متحرر تماما

عدد المساهمات : 1 تاريخ التسجيل : 08/03/2011

السلام عليكم
من رأيي أنه يجب عدم الربط بين العلمانية وبين آليات المجتمع المدني وخاصة الديمقراطية التي عرفتها المجتمعات قبل قرون من ظهور العلمانية, ثم إن العلمانية المراد تطبيقها في تونس ليست إلا مدخلا لمثل ما حصل في تركيا زمن كمال أتاتورك ذلك الإرث الذي يعاني منه إلى الآن حزب أوردوغان

Admin عدد المساهمات : 48 تاريخ التسجيل : 05/03/2011

yassine كتب:: السلام عليكم
من رأيي أنه يجب عدم الربط بين العلمانية وبين آليات المجتمع المدني وخاصة الديمقراطية التي عرفتها المجتمعات قبل قرون من ظهور العلمانية, ثم إن العلمانية المراد تطبيقها في تونس ليست إلا مدخلا لمثل ما حصل في تركيا زمن كمال أتاتورك ذلك الإرث الذي يعاني منه إلى الآن حزب أوردوغان

مفاهيم المجتمع المدني والديمقراطية شئنا أم ابينا مفاهيم علمانية،
صحيح ان العلمانية لا تعني بالضرورة احترام الحرية والديمقراطية، فستالين كان علمانية، وكذلك هتلر وغيره كثير، بمعنى أن رفع شعار العلمانية لا يعفي اصحابه من المساءلة عن مدى التزامهم بالديمقراطية أو يضعهم فوق المحاسبة أو التشكيك.
ولكن ذلك لا يعني ايضا أن نتنكر لكل ما هو جيد وضروري في العلمانية من ضرورة احترام حرية الانسان والحد من تسلط الأنظمة عبر آليات الديمقراطية وتفعيل دور المجتمع المدني....
أما الخوف على الاسلام فلا مبرر له، لأن من يخاف يشعر بالضرورة بالنقص في داخله، أما الاسلام فقوي في مواجهة كل الأفكار الليبرالية او الاشتراكية، العلمانية أو غيرها، المهم ان نكون واعين باتساع الاسلام وثرائه وقدرته على أن ينفتح على كل فكر مفيد ونافع، أليست الحكمة ضالة المؤمن انى وجدها أخذها كما قال علي بن ابي طالب؟